التخطي إلى المحتوى

من / قسم التقارير ..

أبوظبي في 7 سبتمبر / وام / حققت الإمارات خطوة إضافية نحو الوصول إلى
هدفها في تحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050، وذلك عبر إطلاق وزارة
التغير المناخي والبيئة الأجندة الوطنية لجودة الهواء 2031.

وكشف تقرير حديث للوزارة عن تفاصيل الأجندة التي تعد بمثابة
الاستراتيجية التي ستقود الجهود الوطنية لإدارة ملف جودة الهواء في
الدولة خلال السنوات المقبلة بالنظر إلى تأثيرها المباشر على العديد من
القطاعات الحيوية.

وتقدم الأجندة لمحة عامة عن الوضع الحالي لجودة الهواء في
الدولة بالإضافة إلى استعراض التحديات والفرص ذات الصلة، وذلك من خلال
التركيز على 4 مجالات تتضمن: جودة الهواء الخارجي، وجودة الهواء
الداخلي، والروائح المحيطة، والضوضاء المحيطة، إذ يهدف تنفيذ الأجندة
إلى تحقيق مجموعة من المنافع الصحية والبيئية والزراعية والاقتصادية.

/ الصحة /
ويتوقع أن تؤدي الأجندة إلى خفض معدل الإصابة بأمراض الجهاز
التنفسي وغيرها من الأمراض غير المعدية مثل السكتات الدماغية وأمراض
القلب والسكري، وما يتبع ذلك من انخفاض في عدد الوفيات المبكرة.

ويعد تحسين جودة الهواء في البيئات الداخلية أمرا مهما بشكل
خاص بالنظر إلى أن أفراد المجتمع يقضون معظم وقتهم في أماكن مغلقة خاصة
في فصل الصيف، وقد اكتسب هذا الجانب أهمية أكبر مع جائحة كوفيد- 19 حيث
يمكن أن تؤدي التهوية المنخفضة أو السيئة للأماكن الداخلية إلى زيادة
احتمال انتقال الفيروس.

من جانب آخر يمكن أن يؤدي تقليل تعرض أفراد المجتمع للروائح
والضوضاء المحيطة أيضا إلى نتائج صحية إيجابية ما يعزز صحة ورفاهية
أفراد المجتمع، ومن المتوقع أن تدعم الأجندة تطوير أساليب ملائمة لمنع
التعرض لتلوث الهواء والتخفيف من حدته، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى
تعزيز القدرات الاستباقية في قطاع الصحة وبالتالي تقديم خدمات أكثر
فعالية.

/ البيئة /
وتضمن الأجندة الوطنية لجودة الهواء على المدى المتوسط خفض
الانبعاثات الرئيسية لملوثات الهواء مثل أكاسيد النيتروجين والمركبات
العضوية المتطايرة، حيث تعد هذه الملوثات من المصادر الأولية المساهمة
في تكوين الأوزون الأرضي السام للنباتات الموجودة ضمن النظم البيئية.

وبينت الأبحاث أن ملوثات الهواء الأخرى مثل ثاني أكسيد
الكبريت لها القدرة على التأثير بشكل مباشر أو غير مباشر على الموائل
الطبيعية ومؤشرات التنوع البيولوجي.

وستساهم الإجراءات والمبادرات المدرجة ضمن الأجندة الوطنية
لجودة الهواء والتي تهدف إلى إبطاء أو منع التصحر وتقليل فقدان الغطاء
النباتي من الحد من تلوث الهواء الناجم عن حركة الرمال والغبار
المتطاير.

وتعزز الأجندة التزام الإمارات المتمثل في خفض انبعاثات
الغازات الدفيئة بحلول عام 2030 بنسبة 23.5 % حيث تتضمن الأجندة تدابير
ومبادرات يتم تنفيذها للحد من انبعاثات ملوثات الهواء عبر العديد من
القطاعات بما في ذلك القطاعات التي تمثل المساهمين الرئيسيين في
انبعاثات الغازات الدفيئة مثل قطاع الطاقة والنقل والصناعة لذلك من
المتوقع أن تحقق هذه الانخفاضات فوائد مشتركة على صعيدي تلوث الهواء
وتغير المناخ /مثال التحول من الوقود الاحفوري إلى مصادر الطاقة النظيفة
في قطاعي الطاقة والنقل/.

ويمكن للتدابير المدرجة في الأجندة أن تدعم بشكل مباشر الحد
من انبعاثات بعض المواد المعروفة بإحداث الانحباس الحراري والتي تشمل
الكربون الأسود والميثان إلى جانب الأوزون الأرضي.

/ الزراعة /
وتعمل الأجندة على مجموعة من المبادرات التي تستهدف الحد من
المصادر الأولية التي تساهم في تكوين الأوزون الأرضي والتي بدورها تساهم
في تقليل الخسائر الزراعية الناتجة عن السمية النباتية ومما لا شك فيه
فإن هذه الغاية إن تحققت ستعزز من استدامة القطاع الزراعي الذي يساهم
بشكل كبير في تأمين الطلب المحلي على الخضار والفاكهة.

/ الاقتصاد /
ومن المتوقع أن يكون لتقليل عبء المرض الناتج عن تلوث
الهواء داخل الدولة تأثير مباشر على خفض تكاليف ونفقات الرعاية الصحية
العامة والخاصة، وبالإضافة إلى ذلك من المرجح أن تمتلك القوى العاملة
الأكثر صحة وسعادة إمكانية وقدرة محسنة تعزز الأداء الاقتصادي بشكل
أكبر.

وعلاوة على ذلك يدعم تحسين جودة الهواء الخارجي وتقليل
انبعاثات الروائح والضوضاء الانطباعات الإيجابية لدى السكان ويعزز
إمكانية السياحة وجذب الاستثمار.

/ المنصة الوطنية /
وأطلقت الإمارات في سبتمبر 2020 المنصة الوطنية لجودة
الهواء، بهدف توفير معلومات واضحة حول مستويات جودة الهواء، حيث تتسم
المنصة بتوفير نصائح لمختلف فئات المجتمع بشأن حالة جودة الهواء وذلك
للوقاية من تأثير جودة الهواء على صحة الجمهور، وفي يوليو الماضي.

ويمكن لأفراد المجتمع عبر الموقع الرسمي للمنصة الاطلاع على
مؤشر جودة الهواء في مناطق معينة وسيتمكنون من معرفة المستوى الصحي في
تلك المناطق بناءً على جودة الهواء ضمن دلالات لونية محددة وهي:
“الأخضر” الذي يشير إلى أن جودة الهواء تعد مناسبة لممارسة الرياضة
والتمتع بالأنشطة في الهواء الطلق لجميع الفئات، و”الأصفر” الذي يوضح أن
جودة الهواء مقبولة لمعظم السكان إلا أنها تعطي شعوراً غير مريح للفئات
الحساسة للغاية عند بذل جهد إضافي أو ممارسة الرياضة في الهواء الطلق.

ويدل اللون “البرتقالي” على أن جودة الهواء قد تؤثر في هذا
النطاق على الفئات الحساسة في حال ممارسة الرياضة أو بذل مجهود في
الهواء الطلق، لكن التأثير يكون بسيطاً في حال المشي أو الجلوس فقط، ولا
يواجه الأشخاص الأصحاء أي تأثير، أما “الأحمر” فيدل على أن جودة الهواء
قد تؤثر على الأشخاص الأصحاء في حال ممارسة الرياضة أو بذل مجهود في
الهواء الطلق، ويزداد الأثر الصحي هنا على الفئات الحساسة، وبدوره يبين
اللون “البنفسجي” أن جودة الهواء لها تأثير صحي على الفئات الحساسة كما
يمكن أن تؤثر على الأشخاص الأصحاء في حال التواجد في الخارج لفترات
طويلة، وينصح بتحاشي ممارسة الأنشطة في الهواء الطلق، أما اللون
“العنابي” فيشير إلى أن جودة الهواء لها تأثير صحي على معظم فئات
السكان، وفي هذه الحالة ينصح بالبقاء في الأماكن المغلقة وتجنب الخروج
في الهواء الطلق لفتراتٍ طويلة.