التخطي إلى المحتوى

موعد مباراة الهلال القادمة في دوري روشن السعودي 2022-23 والقنوات الناقلة

 

أدوية حوثية مغشوشة تنهي حياة 18 طفلاً في اليمن

د. حيدر عقل

ليفاندوفسكي: من الرائع مواجهة ميسي في كأس العالم.. وهذا رأيي في منتخب السعودية

“عندما نتوقف عن مواجهة هذه الزيادة المطردة في نسبة الوفيات المتعلقة بكوفيد، والتي هي أعلى بكثير مما تسببه الإنفلونزا من ضحايا (منذ بداية سنة 2022 وحدها كانت تلك النسبة أكثر بأربعة أضعاف مما تسببه الإنفلونزا)، عندها فقط يمكننا القول إن الجائحة قد أصبحت خلفنا”.

عالم الأوبئه الفرنسي انطوان فلاهولت

ثلاثة أعوام إنقضت على بداية تفشي الوباء، وقد تم رفع معظم القيود الصحية المتعلقة بكوفيد في كل أنحاء العالم حيث يحاول المجتمع العودة إلى الوضع “الطبيعي”. لكن بالنسبة إلى العديد من الأشخاص – ربما الملايين على مستوى العالم – فالوضع ليس طبيعياً بعد.

 

هولاء، للأسف، لا يزالون يعيشون مع الآثار طويلة المدى للعدوى، والمعروفة باسم كوفيد طويل الأمد “Long COVID”. فهم لا يزالون يعانون من الإنهاك الدائم، وعدم تحمل الإجهاد، وضيق التنفس، والآلام المختلفة، وصعوبة النوم، وسرعة دقات القلب، وعوارض الجهاز الهضمي وغيرها من العوارض التي تختلف من شخص لآخر، فضلاً عن المشكلات الإدراكية التي تؤثر على أدائهم إن كان في العمل أو في المدرسة.

وبما أن نوعية وحدّة هذه العوارض مختلفة عند المصابين، فكذلك هي العلاجات. إن كل حالة تحتاج لمتابعة صحية مختلفة، ترتكز على مواجهة العوارض بغية التخفيف من ارتداداتها على حالة المريض ونوعية حياته.

لا تزال هذه القضية المتعلقة بالصحة العامة من الجوانب المحيّرة لفيروس كورونا وهي بحاجة إلى إجابات ضرورية لإرشادنا إلى الاستجابات الفعالة التي تحمي مجتمعاتنا على المدى الطويل. فالأسباب المؤدية الى كوفيد طويل الأمد ما زالت بمعظمها غامضة الى حد بعيد مع احتمالية وجود جزيئات فيروسية قابلة للتفعيل عند الأشخاص المعرضين. كما أن اختلال الجهاز المناعي عند هؤلاء هو احتمال وارد جداً. ففي هذه الحالة، قد يؤدي التفعيل المتواصل لمناعة الشخص إلى التهابات مزمنة ومؤذية لخلايا المريض وأنسجته. كما أن حصول حالات مشابهة لعوارض المناعة الذاتية وارد جداً. وهي الحالات التي يعمل فيها الجهاز المناعي للمريض في شكل مضاد لوظيفته الأساسية، بحيث يهاجم جسم المريض بدل أن يواجه الأجسام الغريبة.

 

لا يزال من المبكر جداً اعتبار كوفيد كالانفلونزا الموسمية “العاديه”. فرغم التشابه في انتقال العدويين عن طريق الرذاذ المتناثر في الهواء، إلا أنه أصبح معلوماً أن كوفيد ليس موسمياً البتة. فقد عانينا من موجاته الصيفية كما الشتوية على حد سواء. هناك اختلاف مهم آخر، وهو كما رأينا سابقاً، طول مدة العوارض في حالة الكوفيد طويل الأمد عما هو الحال مع الإصابة بالإنفلونزا.

لربما لا يزال وجه التناسب قائماً في كون الأكثر تضرراً في كلتا الحالتين هي الفئات الضعيفة مناعياً، خصوصاً كبار السن. فرغم الفعالية المثبتة للقاحات، خصوصاً في مكافحة الحالات الحادة من كوفيد، إلا أن ذكرى الستة ملايين ونصف المليون من الضحايا حتى الساعة لهذا الوباء لا تزال ماثلة أمام العالم بأسره، ناهيك بملايين “المتعافين” الذين لا يزالون يعانون آثاره المزمنة.

في المحصله، لا نملك حتى الآن الدواء الشافي، وأي تشبيه للكوفيد بالإنفلونزا هو خاطئ تماماً (أو على أقل تقدير هو استنتاج متسرّع). وتبقى الوقاية الذاتية خير من العلاج أو أي إجراء آخر، فما بالك وقد أصبح العلاج في ظل الوضع الاقتصادي المتردي أبعد منالاً.

*أستاذ في الجامعه اللبنانية – منسق الماستر في علم المناعة

Scan the code