التخطي إلى المحتوى

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن هناك إجراء طبيا جديدا قادر على منح النساء العابرات جنسيا إمكانية استرجاع حيواناتهن المنوية. 

وباستخدام الإجراء الجديد، الذي يسمى البحث الموسع عن الحيوانات المنوية والتجميد الدقيق (E.S.S.M)، تمكن طبيب المسالك البولية المتخصص في الصحة الجنسية والإنجابية، مايكل ويرنر، من إيجاد وتجميد أكثر من 200 حيوان منوي، قابلة للحياة، لأمرأة عابرة جنسيا أطلقت عليها الصحيفة الأميركية اسم: كلير.

وكانت، كلير التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها لحماية خصوصية عائلتها، تريد تكوين أسرة مع شريكتها، بحيث أرادا – إن أمكن – استخدام الحيوانات المنوية الخاصة بها، وبويضة شريكتها.

وكانت كلير تخضع للعلاج بالأستروجين لمدة 18 عاما، وكانت فرص أن يجد الأطباء أي حيوانات منوية قابلة للحياة لديها ضئيلة.

في الوقت ذاته، كان من المقرر أن تجري كلير جراحة تأكيد جنسها، وهي عملية تجميل المهبل. وهذا الإجراء سيؤد إلى إزالة القضيب والخصيتين وإنشاء مهبل وظيفي، مما يؤدي إلى إنهاء إنتاج الحيوانات المنوية في جسمها بشكل دائم.

تتناول النساء العابرات جنسيا الأدوية لمكافحة إنتاج أجسامهن لهرمون التستوستيرون وزيادة هرمون الأستروجين، مما يقلل من إنتاج الحيوانات المنوية وغالبا ما يوقفها تماما. 

لكن البحث الموسع عن الحيوانات المنوية والتجميد الدقيق، جعل استرجاع تلك الحيوانات المنوية ممكنا، وهذا ما حدث في حالة كلير.

ويتطلب إنتاج الحيوانات المنوية إنتاجا ثابتا لهرمون التستوستيرون في الخصيتين – 40 مليون إجمالي الحيوانات المنوية لكل قذفة تعتبر طبيعية.

باستخدام “E.S.S.M”، يمكن للأطباء العثور على كميات صغيرة من الحيوانات المنوية من السائل المنوي وتجميدها دون آثار جانبية، علما أن العثور على مثل هذه العينات صعب لدى الأشخاص الذين خضعوا للعلاج الهرموني الممتد. 

وفي السابق، كان المرضى الذين يعانون من انخفاض عدد الحيوانات المنوية، أو الذين يفكرون بعدم وجود حيوانات منوية على الإطلاق يخضعون لعملية جراحية تسحب فيها الحيوانات المنوية من خلال إبرة يتم إدخالها في الخصية. وهذه العملية مؤلمة ويمكن أن تلحق الضرر بالخصيتين.

وقالت كلير عن الإجراء الجديد: “كنت أفعل ذلك من أجل راحة البال حتى أكون على ثقة من أنني جربت كل شيء”. 

وأضافت: “عندما تلقيت مكالمة تفيد بأنه لم يكن هناك حيوانات منوية فحسب، بل كان هناك الكثير جدا، كان الأمر مذهلا”.

قبل إجراء العملية، ذهبت كلير إلى عيادة الخصوبة في بوسطن بناء على اقتراح طبيبها لمعرفة ما إذا كان البنك يمكنه استرداد الحيوانات المنوية وتخزينها قبل الجراحة. 

لم تتمكن العيادة من العثور على أي حيوانات منوية في القذف على الرغم من أنها توقفت عن تناول هرموناتها قبل 10 أشهر.

كلير، التي تعيش في ولاية ماساتشوستس، واحدة من حوالي 1.6 مليون شخص في الولايات المتحدة يُعرفون بأنهم عابرين جنسيا. 

بالنسبة للنساء العابرات جنسيا اللواتي يرغبن في الخضوع لعملية جراحية في الأعضاء التناسلية، فإن هذا الإجراء الجديد الذي اكتشف بإسرائيل، قد يكون خيارا للحفاظ على الحيوانات المنوية.

في عام 2017، بدأ آري بيركوفيتز، طبيب التوليد وأمراض النساء وخبير الخصوبة بمستشفى أسوتا في إسرائيل، استخدام البحث الموسع عن الحيوانات المنوية والتجميد الدقيق كعلاج للرجال الذين يعانون من انخفاض عدد الحيوانات المنوية.

ويتم تقسيم عينة السائل المنوي إلى قطرات صغيرة ويتم مسحها ضوئيا باستخدام مجهر عالي الطاقة لعدة ساعات. ويتم وضع أي حيوان منوي يتم العثور عليه بشكل فردي في جهاز متخصص يسمى “SpermVD”، حيث يتم حفظه بالتبريد. 

Scan the code