التخطي إلى المحتوى

كشفت عالمة الأوبئة والمسؤولة التقنية عن مكافحة كوفيد-19 بمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة ماريا فان كيركوف، أن متحور أوميكرون مستمر في التطور، وأن هناك أكثر من 500 سلالة فرعية من أوميكرون تنتشر عدواها ويقوم باحثون وعلماء من كافة أنحاء العالم بتتبعها.

وفي الحلقة رقم 88 من اللقاءات المتلفزة “العلوم في خمس”، الذي تستضيفه فيسميتا جوبتا سميث، وتبثه المنظمة العالمية على منصاتها الرسمية، أضافت الدكتورة كيركوف أن جميع سلالات أوميكرون الفرعية أكثر قابلية للانتقال والعدوى من التي تليها، شارحة أن هذا ما تفعله هذه الفيروسات، حيث تكون بحاجة إلى إصابة الأفراد.

حالات شديدة ووفيات

وأشارت الدكتورة كيركوف إلى أنه فيما يتعلق بمستويات الخطورة وشدة الحالات المرضية، فإنه مشابه من الشدة لجميع السلالات الفرعية السابقة لفيروس سارس-كوف-2، إلا أن سلالات أوميكرون التي تعد في المتوسط أقل حدة من متغير دلتا، تسبب الطيف الكامل للمرض، بما يشمل العدوى بدون أعراض أو تكرار الإصابة، وكذلك الحالات المرضية الشديدة والوفاة، مؤكدة أنه من المهم حقًا أن يتم بذل قصارى الجهد لمنع حدوث تلك الوفيات.

وأوضحت الدكتورة كيركوف أيضًا أنه يتم حاليًا إجراء أبحاث حول تأثير التدخلات الطبية والتشخيص والعلاجات واللقاحات، مضيفة أن هناك قدرة جيدة للغاية فيما يتعلق بالقدرة على اكتشاف متحور أوميكرون حول العالم، كما تعمل اللقاحات بشكل جيد للغاية في الوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة.

ولكن من الأهمية بمكان الحفاظ على المراقبة في جميع أنحاء العالم حتى يمكن تتبع السلالات الفرعية المعروفة بما يساعد على اكتشاف أي متغيرات جديدة مثيرة للقلق ربما تنشأ لأنه لا يزال هناك خطر لظهور المزيد من المتغيرات المثيرة للقلق.

تعبيرية

مرحلة حرجة وإجراءات أساسية

ونوهت الدكتورة كيركوف بأن المرحلة الحالية حرجة لأن العالم يدخل السنة الرابعة من الجائحة وأن هناك ضجر على نطاق واسع من الحديث عن كوفيد-19 والتعامل معه، معربة عن اعتقادها بأن أهم إجراء هو تذكر أن هناك الكثير الذي يمكننا القيام به لتقليل انتشار، وليس وقف انتشار، العدوى لإنقاذ الأرواح في الوقت الحالي.

وشرحت الدكتورة كيركوف أن الأمر يتعلق بالأساسيات، حيث أن هناك مواقع أكثر خطورة من غيرها، حيث أن الأماكن المغلقة والمغطاة أكثر خطورة من الأماكن الخارجية المفتوحة؛ وكذلك فإن الأماكن المزدحمة أكثر خطورة من الأماكن الأقل ازدحامًا، على سبيل المثال.

وأضافت أن ما يحتاجه الأشخاص حول العالم هو استخدام الأدوات الموجودة بينما يعيشون حياتهم، إذ أن ارتداء الكمامات الواقية عندما يكون الشخص في مكان مغلق أو مغطى، أو عندما يكون بالقرب من الآخرين يعد أمرًا منطقيًا، وهو متاح حاليًا لأن الكمامات الواقية متوفرة على نطاق واسع. كما أكدت أن الكمامات الواقية وجودة التهوية تظل عناصر أساسية للوقاية من الإصابة بعدوى الأمراض الجهاز التنفسي وسيساعد في تحسين وتقليل انتقال العدوى في جميع أنحاء العالم.

تعبيرية

تعبيرية

تلقي التطعيم وإنهاء حالة الطوارئ

وأردفت المسؤولة الأممية قائلة إن التطعيم هو أحد الأشياء المهمة التي يمكنك القيام بها كفرد. فعندما التفكير في التطعيم، ينبغي علينا أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن 30% من سكان العالم لم يتلقوا بعد جرعة واحدة، وأنه لم يتم تحقيق أهداف التطعيم بنسبة 70% في كل دولة. في الوقت الحالي، تتراوح الوفيات ما بين 8 و10,000 شخص كل أسبوع بسبب كوفيد-19، ويمكن تجنب تلك المخاطر والتداعيات.

واستطردت الدكتورة كيركوف قائلة إن “كوفيد-19 موجود معنا ليبقى. وما نأمله هو أنه في عام 2023 يمكننا إنهاء حالة الطوارئ في كل مكان”، مشيرة إلى أن العالم حاليًا في وضع أفضل بكثير للقيام بذلك، حيث أنه بات هناك الكثير من المعرفة والدراية حول فيروس سارس-كوف-2 ومتغيراته وسلالاته المتحورة. وأنه “على الرغم من أننا لا نعرف كل شيء وما زلنا نسعى لمعرفة المزيد عن هذا الأمر، إلا أن لدينا العديد من الأدوات التي يمكن أن تقلل من انتشار المرض ويمكن أن تنقذ الأرواح الآن”.

وكررت الدكتورة كيركوف أن تلقي كامل جرعات التطعيم يمكن أن يمنع الإصابة بحالة مرضية شديدة ويحمي من الوفاة، موضحة أن هناك مواجهات مع مخاطر معدية أخرى مثل الأنفلونزا وفيروس RSV ومسببات الأمراض المنتشرة الأخرى، لذا من الأهمية بمكان أن يتم التعايش مع كوفيد بمسؤولية وأن يتم التعامل معه في سياق كل شيء آخر.

Scan the code