التخطي إلى المحتوى


بأسى شديد أرسلت تقول: “تزوجت منذ 7 سنوات، ورزقت بطفلين أصغرهما عمره سنة ونصف والكبرى عمرها 4 سنوات، المشكلة أنني تعبت من معاناتي مع زوجي. نتشاجر كل يوم لأسباب وأمور تافهة جدًا، كما أنه عنيف جدًا معي وضربني أكثر من مرة أمام الأولاد لدرجة أنه تسبب لي في ضعف في السمع بسبب ضربه، والأولاد أصبحوا يخافون منه ومن معاملته لي، والبنت أصبحت تعاني من التأتأة ولا أعرف كيف أتصرف معها..


دائمًا يتهمني بالتقصير وأنا فعلاً أصبحت أشعر أني غير قادرة على تربية الأولاد وأوشكت على كراهيتهم لأنهم “حتة منه”. أعاني الآن من الأرق والنوم المتقطع جدًا وأصبحت أعاني شراهة في الأكل فازداد وزني بالتالي. أتهرب من مقابلة الناس أشعر أن زوجي دمرني والطلاق هو الحل الوحيد”.


****


نقلنا المشكلة إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية الذي قال: في البداية أقدر جدا شعورك كامرأة قد تعرضت للإهانة والعنف الجسدي من زوجها، لأن هذا الأمر مرفوض تمامًا، فالزوج الذي يضرب زوجته يسيئ أولًا إلى نفسه، والأصل في الزواج أنها علاقة مقدسة يترك فيها الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويصير فيها الاثنان جسدًا واحدًا، ولكن نسأل الله أن يصلح الحال وأن يحفظك من الضرر والأذى ويعينك على اتخاذ القرار السليم غير المبني على الانفعالات وأرجو أن تنجحى في ذلك.


قبل أن نتحدث عن الانفصال وإنهاء العلاقة من عدمه علينا أن نفكر جيدًا خاصة لوجود أطفال صغار سيتأثرون حتمًا بقرارك، كنت أود أن أعرف لماذا وصل بكما الحال إلى هذه الدرجة، فهل كان هذا هو الحال منذ بداية العلاقة؟   وكنت أود إن كانت هنالك إيجابيات في شخصية الزوج أن تخبرينا حتى نستطيع تقييم الأمر من جميع الجوانب وبشكل شامل، والحياة الزوجية بشكل عام لا تخلو من المنغصات، ولم نر بيتا يخلو من المشاكل أبدًا فتلك هي طبيعة الحياة، والصحة النفسية بشكل عام ليس معناها خلو الحياة من المشكلات أو استئصالها من جذورها، ولكن بناء فكر مستنير قادر على التعامل معها بصبر وحكمة.


بعض الرجال قد واجهوا خللا في طريقة التربية والبعض منهم قد تربى على القسوة والشدة أو جفاف المشاعر، وهذا يجعل الزوجة تواجه صعوبات كثيرة في بيتها، ومن حكمة الله في خلقه أنه جعل المرأة قادرة على العطاء وقت الألم بشكل يفوق الرجل جدًا، فهي تنسى آلام الحمل الشديدة والولادة في لحظة بمجرد أن تحتضن طفلها وتتجدد طاقة الحب لديها، فسبحان من جعل الأم تقوم بتربية الأبناء وإرضاع الصغير والاهتمام بأمور المنزل من نظافة وإعداد الطعام ورعاية أمور الزوج في مقابل احتياجها فقط للتشجيع والحنان، ولكن من الواضح من خلال شرحك للأعراض إصابتك باضطراب الاكتئاب الرئيسي  والذي ظهر في نفورك من الأبناء واضطرابات النوم والتغذية، وهذا يحتاج إلى التدخل الطبي النفسي في أقرب وقت هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أود أن أذكر لكِ أن معظم الأطفال الذين يصابون بالتأتأة في سن صغيره يرجع ذلك لسبب نفسي فأنصح إن استمر الأمر مع الطفلة علينا عرضها على أخصائى لعلاج أمراض النطق والكلام فبعض الأطفال قد يستمر الأمر معهم لفترة طويلة قد تمتد لسنوات.


نحن لا ننصح بخيار الانفصال إلا بعد استنفاد جميع المحاولات الممكنة للصلح، أو إن كان هناك خطر حقيقي يهدد حياتك بالبقاء معه، لا نعلم هل كانت هنالك محاولات للتدخل من طرف آخر من عدمه، وهل التزم بما ألزم به أم لا، وماذا عن الأهل والأقارب؟  ولذلك نقدم النصيحة بناء على ما لدينا من معلومات ولا نوافق على تصرفات الزوج أبدًا ولكن الخطأ لا يعالج بخطأ مثله، فعليكِ أولًا بزيارة الطبيب والمعالج النفسي للمساعدة في علاج الاعراض الاكتئابية وهذه هي الخطوة الأولى، وعلينا ثانيًا بأن ندخل طرف آخر ثالث يفضل أن يكون من محيط العائلة يتسم بالحكمة وحسن التصرف ليحكم بينكما قبل اتخاذ أي قرار آخر.


 


صفحة وشوشة


 

فى إطار حرص “اليوم السابع” على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت “اليوم السابع” خدمة “وشوشة” لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.


يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى [email protected] أو الرابط المباشر.


 


 

Scan the code