التخطي إلى المحتوى

يشكل النجاح العالمي الذي حققه كل من مسلسل Squid Game وفيلم  Parasite، نتيجةً لجهد صنّاع الأفلام من كوريا الجنوبية، الذين نجحوا في تناول موضوعي العنف والمنافسة بالعملين، على ما يرى الممثل الكوري لي جونغ جاي الذي حاز أخيراً جائزة “إيمي” عن أفضل ممثل في مسلسل درامي.

وقال نجم “لعبة الحبّار” بعد أيام على تلقيه الجائزة: “نحن سعداء جداً لأنّ هذا العمل غير الناطق بالإنجليزية، استطاع أن يحدث تأثيراً لدى جمهور من مختلف أنحاء العالم”.

ويُعد فوز لي جونج جاي تاريخياً، كونه أول ممثل لا يتحدث الإنجليزية يفوز بهذه الجائزة المرموقة، عن دوره في المسلسل الذي أصبح أكثر عمل يحظى بنسب مشاهدة في منصة “نتفليكس” للبث التدفقي.

وقال لي جونج جاي الذي التقته وكالة “فرانس برس” في “مهرجان تورونتو السينمائي الدولي” إنّ “الجميع في كوريا الجنوبية سعداء جداً، وما زلت أتلقى رسائل تهنئة”، مضيفاً: “عندما أعود إلى كوريا الجنوبية، سأتلقى عدداً هائلاً من الطلبات لإجراء مقابلات”.

ويتحدث المسلسل الذي اعتُبر نقداً لاذعاً لتجاوزات النظام الرأسمالي، عن 456 شخصاً من الفئات الأكثر تهميشاً في كوريا الجنوبية، يشاركون في ألعاب تقليدية للأولاد بهدف الفوز بمبلغ مالي ضخم، ويُقتل الخاسرون تباعاً في كل لعبة.

وقال لي إن “السينما في كوريا الجنوبية كانت تحاول منذ فترة طويلة إيجاد الوصفة الناجحة للوصول إلى جمهور عالمي”، وبدأ “لعبة الحبّار” الذي استغرق العمل عليه سنوات “يفي بالغرض، فنرى أعمالاً كثيرة بمضمون جيد تحظى بأصداء عالمية وتلقى إشادة من النقاد”.

وسبق أن أُعلن جزء ثان من مسلسل “لعبة الحبّار” الذي يشكل ظاهرة اجتماعية. أما المخرج هوانج دونج هيوك فهو في طور إنهاء سيناريو الجزء الجديد. وبحسب لي جونج جاي ستكون الشخصية التي يؤديها “مختلفة تماماً” في الموسم الثاني. 

“تنافسية جداً”   

لكن قبل طرح مسلسل “لعبة الحبّار” وتحقيقه نجاحاً عالمياً، بدأت مسيرة لي جونغ جاي في الإخراج مع Hunt، وهو أول فيلم للمخرج شهد “مهرجان تورونتو السينمائي” عرضاً له.

وتدور أحداث العمل، وهو فيلم إثارة وتجسس، في حقبة الحرب الباردة، معيداً تناول أحداث سياسية حقيقية حصلت خلال ثمانينات القرن الفائت في كوريا الجنوبية، بما في ذلك محاولة اغتيال رئيس البلاد وانشقاق طيار من كوريا الشمالية.

وبحسب لي، تتشابه بعض الأفكار المُتناولة في الفيلم مع تلك التي تطرق إليها “لعبة الحبّار”، من بينها مثلاً كيف “يمكن لمجتمع يسود تنافس كبير بين أفراده، أن يدفعهم لإيذاء بعضهم البعض”.

وسيبدأ عرض الفيلم الذي تصدّر شباك التذاكر في كوريا الجنوبية، في صالات سينما أميركا الشمالية وعبر منصات البث التدفقي التي تعرض الأفلام بحسب الطلب، في 2 ديسمبر.

“سهولة في فهم مشاعر الآخرين” 

وبما أنّ الفيلم تبرز فيه اختلافات ثقافية، كان لا بدّ من تكييفه لكسب إعجاب الجماهير الغربية. وتلقى العمل بعد عرضه في “مهرجان كان السينمائي” هذا الصيف انتقادات أولية، مفادها أنّ الحبكة لا يمكن أن يفهمها إلا مواطنو كوريا الجنوبية.

لكنّ لي يؤكد أنّ هذه الفكرة لا ينبغي أن تُنسينا أنّ ثقافة كوريا الجنوبية أصبحت حالياً “مفهومة جيداً في الخارج”، بفضل الاتصال التكنولوجي بين الدول، بدءاً من وسائط البث التدفقي، وصولاً إلى ألعاب الفيديو، ومروراً بشبكات التواصل الاجتماعي.

وأوضح “في كوريا الجنوبية، نشاهد الكثير من المحتوى الأجنبي، وهو أمر طبيعي جداً بالنسبة إلينا”، مضيفاً أن “العالم أصبح حالياً قريباً أكثر منا، ولم يعد يصعب على الجمهور الأجنبي أن يفهم تاريخ كوريا الجنوبية”.

ويتابع “تزامناً مع التطور الذي تشهده البلدان معاً لتصبح بذلك أقرب من بعضها البعض، يصبح من السهل فهم مشاعر الآخرين، سواء كانت تنطوي على ألم أو وجع، لأننا نعيش في عالم يجري فيه تشارك المشاعر بصورة سريعة”.

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News