التخطي إلى المحتوى

عواصم (وكالات)

استنزفت أزمتا التضخم والطاقة مليارات الدولارات من خزائن الدول الأوروبية، فيما ألقت موسكو باللوم على الاتحاد الأوروبي في وقف شحنات الغاز عبر خط أنابيب «نورد ستريم1».
وأعلنت الحكومة الألمانية، أمس، عن حزمة إغاثية جديدة قدرها 65 مليار يورو لمساعدة الأسر في التعامل مع التضخم وفواتير الطاقة المرتفعة.
وقال المستشار الألماني، أولاف شولتس، في مؤتمر صحفي ببرلين، إن الأحزاب الائتلافية توصلت إلى اتفاق بشأن تدابير مختلفة لدعم جميع الأسر، ولا سيما المتقاعدين والطلاب والأسر ذات الدخل المنخفض.
وأضاف أن «ألمانيا تقف مع بعضها البعض خلال الأوقات العصيبة هذه، بلادنا ستجتاز هذه الأوقات الصعبة».
ولفت أن حكومته تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أمن الطاقة ومنع أزمة الغلاء المعيشي هذا الشتاء.
وأكد أن بلاده لن تترك أي شخص لوحده، مضيفا: «هذا هدفنا من خلال حزمة الإغاثة الثالثة الشاملة هذه».
وبموجب الخطة الإغاثية، سيحصل المتقاعدون على دفعة مالية لمرة واحدة قدرها 300 يورو والطلاب 200 يورو، فيما ستزيد الحكومة من دعمها للتدفئة للأسر التي تعتمد على الرعاية الاجتماعية.
كذلك اعتباراً من 2023، سيتم رفع إعانات الأطفال لمساعدة الأهالي على مواجهة التضخم، حيث ستتلقى العائلة المتوسط التي لديها طفلان 432 يورو إضافياً.
وتتضمن الحزمة أيضاً تدابير جديدة للإعفاء الضريبي لتعويض آثار التضخم والارتفاع الكبير في تكاليف الطاقة.
ولطالما تعرضت الحكومة الألمانية إلى ضغوط لتبني حزمة إغاثة شاملة لمساعدة مواطنيها على مواجهة ارتفاع الأسعار الناتج عن الحرب الروسية على أوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو.
بدورها، تعهّدت المرشحة لتولي رئاسة الوزراء البريطانية ليز تراس أمس، أنها إن عُيّنت في المنصب، ستطرح خطّة للتعاطي مع ارتفاع أسعار الكهرباء خلال أسبوع.
وفي حديث إلى شبكة «بي بي سي» قبل يوم من إعلان اسم الرئيس الجديد لوزراء بريطانيا، قالت وزيرة الخارجية ليز تراس التي يُتوقّع أن تخلف بوريس جونسون «إذا انتُخبت رئيسة للوزراء، سأتحرّك فورًا بشأن الفواتير وتأمين الطاقة».
ولم تكشف أي تفاصيل للخطة التي تتحدث عنها، واكتفت بقول «سأحرص على أن يكون هناك، خلال أسبوع، إعلان عن كيفية تعاملنا مع المشكلة».
وتواجه الأسر البريطانية ارتفاعًا بنسبة 80% بأسعار الكهرباء والغاز، في تفاقم دراماتيكي لأزمة غلاء المعيشة قبل فصل الشتاء.
وفي السياق، أعلنت السويد أنها ستقدّم ضمانات مالية لشركات طاقة دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق تصل قيمتها مليارات الدولارات، من أجل محاولة تجنّب أزمة مالية قد تتسبب بها أزمة الطاقة في أوروبا.
وحذّرت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون من أن السويد تواجه احتمال «شتاء حربيّ»، لافتة إلى أن التفاصيل الدقيقة للضمانات لا تزال قيد الدرس.
إلى ذلك، ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أمس، أن الكرملين يلقي باللوم على الاتحاد الأوروبي، في وقف شحنات الغاز عبر خط أنابيب «نورد ستريم1».
وفي حديثه في بث تلفزيوني، ذكر السكرتير
الصحفي للكرملين، دميتري بيسكوف: «إذا اتخذ الأوروبيون قراراً سخيفاً تماما، حيث يرفضون الحفاظ على أنظمتهم، أو بالأحرى، أنظمة تابعة لشركة جازبروم، فهذا ليس خطأ شركة جازبرم، بل خطأ السياسيين، الذين اتخذوا قرارا بشأن العقوبات».
وأضاف بيسكوف أن «الأوروبيين ملزمون تعاقديا بالحفاظ على أنظمة شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم».
وكانت «جازبروم» قد أعلنت الجمعة أنها لن ترسل بعد الآن غازاً طبيعياً إلى ألمانيا، عبر خط أنابيب «نورد ستريم 1»، معللةً السبب في ذلك
إلى تسرب نفطي في محطة ضغط.