التخطي إلى المحتوى

تعاون بين دائرة الصحة وشركة “صحة” وجامعة نيويورك أبوظبي لإطلاق برنامج تحسين مهارات الصحة النفسية للعام 2022 لدمج الصحة السلوكية في الرعاية الأولية

يقول ابن خلدون حال كلامه حول علم الطب في مقدمته:

حالة نادرة.. ولادة طفلة مصرية يكسوها الشمع

((ومن فروع الطبيعيّات صناعة الطّب وهي صناعة تنظر في بدن الإنسان من حيث يمرض ويصحّ فيحاول صاحبها حفظ الصّحة وبرء المرض بالأدوية والأغذية بعد أن يتبيّن المرض الذي يخصّ كل عضو من أعضاء البدن وأسباب تلك الأمراض التي تنشأ عنها وما لكل مرض من الأدوية… وربما أفردوا بعض الأعضاء بالكلام وجعلوه علما خاصّا، كالعين وعللها وأكحالها… وإمام هذه الصّناعة التي ترجمت كتبه فيها من الأقدمين جالينوس …وتآليفه فيها هي الأمّهات التي اقتدى بها جميع الأطبّاء بعده. وكان في الإسلام في هذه الصّناعة أئمّة جاؤوا من وراء الغاية مثل الرّازي والمجوسي وابن سينا ومن أهل الأندلس أيضا كثير وأشهرهم ابن زهر. وهي لهذا العهد في المدن الإسلاميّة كأنّها نقصت لوقوف العمران وتناقصه وهي من الصّنائع التي لا تستدعيها إلا الحضارة والتّرف كما نبيّنه بعد… وللبادية من أهل العمران طبّ يبنونه في غالب الأمر على تجربة قاصرة على بعض الأشخاص متوارثا عن مشايخ الحي وعجائزه، وربّما يصحّ منه البعض إلا أنّه ليس على قانون طبيعيّ ولا على موافقة المزاج. وكان عند العرب من هذا الطّب كثير وكان فيهم أطبّاء معروفون كالحارث بن كلدة وغيره.

5 خطوات سهلة كي تتمتّع بصحة خضراء

والطّبّ المنقول في الشّرعيّات من هذا القبيل وليس من الوحي في شيء، وإنّما هو أمر كان عاديا للعرب. ووقع في ذكر أحوال النبيّ صلى الله عليه وسلّم من نوع ذكر أحواله التي هي عادة وجبلّة لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النّحو من العمل.

فإنّه صلى الله عليه وسلّم إنما بعث ليعلّمنا الشّرائع ولم يبعث لتعريف الطّب ولا غيره من العاديّات. وقد وقع له في شأن تلقيح النّخل ما وقع فقال: “أنتم أعلم بأمور دنياكم”. فلا ينبغي أن يحمل شيء من الطّب الذي وقع في الأحاديث الصحيحة المنقولة على أنّه مشروع فليس هناك ما يدلّ عليه … )).

يعتبر هذا النص من النصوص المهمة جدا، ففيه قرر ابن خلدون أمورا لا زالت مثارة حتى هذه الساعة مع تغول حركة الإسلام السياسي و(الصحوة) العامة المصاحبة لحراكهم مثل جزمه أن أقوال الرسول في الطب ليست من الوحي وإنما هي موروثة من العادات العلاجية السائدة في عصره وما قبل عصره، فهي موروث اجتماعي متعارف عليه ومعتبر بينهم ،أما الطب الذي مارسه ابن سينا والرازي وغيرهما في الفترات التالية في القرن الثالث وما بعده فيعتبر من الطب الحقيقي والحديث، كما أشار لذلك ابن خلدون، وأشار ابن خلدون في هذا النص إلى ضعف الطب في الفترات المتأخرة بسبب ضعف الاهتمام، وهذه حقيقة ملاحظة ففي أوقات تنفذ الإسلام السياسي يحيى أشكالا من الممارسات العلاجية غير العلمية بشكل مبالغ فيه فتكرس الرقى والتمائم والسحر والشعوذة ويحضر الجن وجلسات الزار لأهداف علاجية، ويهمل العلاج الحقيقي هذا ما يحدث، ونحن جميعا نتذكر الشيخ علي بن مشرف العمري كيف كان الناس يتزاحمون على بابه للعلاج وكيف أنه تراجع عن هذه الممارسات العلاجية ونصح مراجعيه بمراجعة المستشفيات النفسية وغيرها، وكيف أن بعض المشايخ لم يقبلوا منه هذا التراجع وتوجيهه للناس بمراجعة الطب النفسي خصوصا أن هذه الواقعة في فترة قوة جماعات الإسلام السياسي وتغولهم.

فتحية لرجل لم يستغل الظروف لكي يخزن الأموال من وراء استغلال حالات الناس المرضية.

بل استغل اسمه بعد ذلك وشهرته وظهر معالجون شعبيون استغلوا حاجة الناس وادعوا أنهم من أقرباء علي بن مشرف العمري وقاموا بالعلاج وباعوا قوارير مياه وزيت زيتون بذريعة أنها جالبة للشفاء والعافية.

تنويه:
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.

Scan the code