التخطي إلى المحتوى

تتطرق نايلة الصليبي في “النشرة الرقمية” إلى المنافسة المستعرة بين عمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي السريع النمو، وبالتحديد، إلى جهود “غوغل” للعودة للريادة، بعد ضربة شركة OpenAi  وإعصار “شات جي بي تي”. ما جديد “غوغل”؟ 

منذ أن أنشغل العالم بإعصار ChatGPT. غفل الكثيرون عن أن شركة غوغل هي شركة رائدة  في مجال الذكاء الاصطناعي ، والتي كانت  على معرفة بالتحذيرات منذ أعوام  بمخاطر تطور الذكاء الاصطناعي كما هو ، ففي عام 2020  طردت غوغل عددا من الباحثين على رأسهم  تمنيت غيبرو-Timnit Gebru الباحثة والعالمة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي  بعد نشرها دراسة علمية حول تحيزات أنظمة الذكاء الاصطناعي في خوارزميات غوغل و رفضت حينها اجتزاء الدراسة بطلب من غوغل، و بعد طردها أغلق قسم البحوث في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي . ثم في مايو 2023 استقال جيفري هينتون، من مهامه في شركة غوغل وهو أحد رواد بحوث الذكاء الاصطناعي الذي يلقب بـ “عراب الذكاء الاصطناعي” محذرًا من خطر الذكاء الاصطناعي العام، ومن تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. علما أنه بالرغم من مناقبية جيفري هينتون العالية، زملاء سابقون في غوغل يقولون أن جيفري هينتون كان على علم بالمشكلات الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، عندما طردت تيمنيت غيبرو، حينها التزم هينتون الصمت.

وبالرغم من الجدل القائم حول الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومؤخرًا، دعوة البابا فرنسيس العالم إلى التفكير في المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى “الاحتمالات التخريبية والتأثيرات المتناقضة” للتكنولوجيا الجديدة. فإن المنافسة لا ترحم، و هي مستعرة بين عمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة للسيطرة على هذا السوق السريع النمو.

أين هي غوغل اليوم بالنسبة للذكاء الاصطناعي التوليدي؟

كانت غوغل السباقة في استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في محرك بحثها في تسعينيات القرن الماضي. وبعد أدخلت الذكاء الاصطناعي في بنية معظم وظائف أدواتها.

اليوم تسعى غوغل، على مثال مايكروسوفت، إلى دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في منتجاتها وخدماتها. يبقى محرك البحث في قلب اهتمام شركة غوغل، وهو أساس نموذجها الاقتصادي الرابح.

أعلنت غوغل في مؤتمر المطورين السنوي Google I/O في شهر مايو 2023، عن خدمة Search  Generative Experience   أو تجربة البحث التوليدية، خدمة تعتمد  تقنية الذكاء الاصطناعي لتلخيص نتائج البحث نيابةً عن المستخدمين، لكي لا يبددون الوقت للعثور على ما يبحثون عنه.

مختبرات غوغل Search Labs لتجربة الذكاء الاصطناعي التوليدي © غوغل

 بدأت غوغل يوم الثلاثاء 15 أغسطس 2023 طرح  ميزة جديدة كـ “تجربة مبكرة”  في إطار برنامج Search Labs لمحرك البحث غوغل وخدمة SGE.

تصف مدونة غوغل هذه الميزة لمحرك البحث المدعمة بإمكانات الذكاء الاصطناعي هي “للمساعدة على تعلم وفهم بشكل أفضل المعلومات على الويب”. كأن يطلب المستخدم من الذكاء الاصطناعي التوليدي من غوغل إنشاء نوع من ملخص المحتوى في مجموعة من “النقاط الرئيسية” التي ينشئها الذكاء الاصطناعي من مقالة بعد النقر على رمز في أسفل الشاشة.

صُممت الميزة للعمل فقط على “المقالات المتاحة مجانًا على الويب”، ولن تعمل على مواقع الويب التي يحميها الناشرون بنظام الـ Paywall أو حظر الوصول لغير المشتركين.

تُجري غوغل عددًا من التحسينات الأخرى على خدمةSearch Generative Experience     للوصول إلى تعريفات بشكل أسهل بواسطة تمرير مؤشر الفأرة فوق كلمات معينة للحصول على تعريفات، أو رسوم بيانية توضيحية.

Screenshot of the Google results page for the query, “what is the most common element on the periodic table”. The results page shows a cursor going over an underlined word and a definition appearing


تتوجه غوغل أيضا كالمعتاد للمطورين ومنشئي مواقع الويب، بتعليمات لفهم ملخصات خدمة، لتسهيل البرمجة لخدمة Search Generative Expérience أو تجربة البحث التوليدية.

تقدم SGE حاليًا لمحات عامة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في مهام الترميز، بعدد من لغات وأدوات البرمجة. على سبيل المثال، يمكن العثور عن إجابات لأسئلة الكيفية، والاطلاع على مقتطفات التعليمات البرمجية المقترحة للمهام الشائعة. ومن خلال التحديثات الجديدة، سيتم الآن ترميز أجزاء من التعليمات البرمجية باستخدام تمييز بناء الجملة، لتحديد عناصر بسرعة وسهولة مثل الكلمات الرئيسية والتعليقات والسلاسل، مما يساعد المطور على استيعاب الرموز التي يراها بشكل أفضل.

هذه الخدمات متوفرة حاليا فقط في الولايات المتحدة بانتظار نشر هذه الوظائف سريعًا على نطاق أوسع.

طموح غوغل هو أيضا بجعل بارد Bard يقدم النصائح الحياتية؟

دمجت غوغل مختبر بحوث الذكاء الاصطناعي DeepMind مع قسم بحوثها للذكاء الاصطناعي المسمى Brain، في أبريل2023 وبدأت  باختبار أدوات جديدة لنموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي للمحادثة باللغة الطبيعية بارد المنافس لشات جي بي تي، قد تحول الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى مدرب للحياة الشخصية،Life Coach لتقديم المشورة حول المشكلات التي يواجها المستخدمون في حياتهم. وهي إلى ذلك تطور أيضًا ميزة التخطيط لكي يتمكن بارد من إنشاء ميزانيات مالية وخطط الوجبات والتمارين للمستخدمين.

هذا وبالإضافة إلى تحسين عمل بارد Bard لتقديم النصائح الحياتية بشكل أفضل، تطور غوغل وظيفة تعليمية ليتمكن بارد من المساعدة في تعليم مهارات جديدة أو تحسين المهارات الموجودة لدى المستخدمين.

An animated screenshot of a mobile phone showing SGE while browsing generating the key points of an article about Route 66 in the Google app.


تسعى غوغل للعودة للريادة في تقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة مايكروسوفت و OpenAi، فقد دمجت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العديد من منتجاتها عبر تطبيقات Workspace الأساسية و أيضا في تطبيقاتها للصور و مكتبة الصور و غيرها من الأدوات التي بتنا نستخدمها يوميًا دون أن ندرك أنها تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

يمكن الاستماع لـ “بودكاست النشرة الرقمية” على مختلف منصات البودكاست. الرابط للبودكاست على منصة أبل

للتواصل مع #نايلةالصليبي عبر صفحة برنامَج“النشرة الرقمية”من مونت كارلو الدولية على لينكد إن وعلى تويتر salibi@  وعلى ماستودون  وعبرموقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي

Scan the code