التخطي إلى المحتوى

أدى التراجع السريع للصين عن العديد من القيود المتعلقة بكورونا، بشكل مفاجئ وغير متوقع، إلى الكشف عن مجموعة من التحديات الاقتصادية الجديدة بالبلاد.

وخففت السلطات الصينية، خلال الأسبوعين الماضيين، العديد من الإجراءات التي أجبرت الكثير من الناس على البقاء في المنزل، وكذلك الشركات على العمل من بُعد. وأعلنت الحكومة أن الاختبار السلبي للفيروس لم يعد ضروريا للسفر محليا.

إلا أن تقاريرا جديدة صدرت، تظهر زيادة الإصابات بكورونا. وأعلنت بكين أن عيادات الحمى شهدت، الأحد، 22 ألف زيارة، بزيادة 16 مرة عن الأسبوع الماضي.

وقال غانغ يو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ111، المتخصص ببيع الأدوية وخدمات الرعاية الصحية عبر الإنترنت، لـ”سي أن بي سي” إنه “منذ أواخر نوفمبر، زادت الطلبات على أدوية خفض الحمى وتلك المتعلقة بكورونا بمقدار عشرة أضعاف”.

ولفت إلى “نقص في الأدوية، ولا تستطيع المصانع مواكبة الوضع، وهو وضع يتوقع أن يستمر لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع أخرى على الأقل”.

وإضافة إلى ارتفاع الطلب على هذه الأدوية، أتت فحوصات عشرات العمال في مستودعات ومكاتب 111 في أجزاء مختلفة من الصين نتائج إيجابية لجهة الإصابة بكورونا، ما تسبب بـ”نقص في الموظفين”، وفق قول يو.

وحتى يوم الأحد، قالت وكالة البريد الصينية إن أكثر من 400 نقطة توزيع في بكين وأجزاء أخرى من البلاد لا تزال مغلقة لأسباب تتعلق بكورونا.

وأوضحت، الثلاثاء، إنها تجمع أكثر من 360 مليون طرد يوميا.

وقال الاقتصادي الصيني، تينغ لو، في تقرير الخميس إنه “على مدى الأسبوعين الماضيين، أنهت الحكومة الصينية بشكل مفاجئ، سياساتها الخاصة بمكافحة كورونا، وتخلت عن معظم إجراءات الوقاية المحلية”، واعتبر محللون أن الزيادة السريعة في عدد الإصابات في المدن الكبرى الصينية قد تكون “بداية لموجة هائلة من عدوى كورونا”، حسي ما نقلت سي أن بي سي.

وتسود توقعات أن تظل مؤشرات النشاط الاقتصادي الرئيسية ضعيفة، وأن تنخفض أكثر في ديسمبر. ويشير التقرير أيضا إلى أنه قد تؤدي “الزيارات إلى الصين خلال عطلة رأس السنة إلى انتشار غير مسبوق لفيروس كورونا، واضطرابات شديدة في الاقتصاد”.

وسجلت الصين، الخميس، انخفاضا أسوأ من المتوقع في مبيعات التجزئة في نوفمبر، فضلا عن تباطؤ النمو في الإنتاج الصناعي والاستثمارات.

وذكرت رويترز، نقلا عن لجنة الصحة الوطنية، الجمعة، أن الصين سجلت 2157 إصابة جديدة مصحوبة بأعراض بفيروس كورونا في 15 ديسمبر كانون الأول مقارنة مع 2000 في اليوم السابق.

وباستبعاد الحالات الوافدة سجلت الصين 2091 إصابة محلية ظهرت عليها أعراض ارتفاعا من 1944 في اليوم السابق.

وتوقفت الصين عن رصد الإصابات التي من دون أعراض الأربعاء، مشيرة إلى قلة الفحوصات بين المصابين من دون أعراض، الأمر الذي يجعل من الصعب تحديد الحصيلة الكلية بدقة.

ولم تسجل الصين وفيات جديدة لتظل الحصيلة عند 5235.

وحتى 15 ديسمبر سجلت الصين 374075 إصابة مؤكدة مصحوبة بأعراض بفيروس كورونا.

ونقلت رويترز أن الشعب الصيني احتفل، الثلاثاء، بسحب تطبيق تديره الدولة يُستخدم لتتبع حركة السفر إلى المناطق المنكوبة بكورونا، في أحدث تخفيف لبعض من أكثر إجراءات مكافحة الفيروس صرامة في العالم، وفق تقرير رويترز.

وبعد أن ألغت السلطات الصينية تنشيط تطبيق “رمز الرحلة” منتصف ليل الإثنين، قالت أربع شركات اتصالات صينية إنها ستحذف بيانات المستخدمين المرتبطة بالتطبيق.

ورحب مستخدمو الإنترنت بسحب التطبيق الذي تعرّض للعديد من الانتقادات لإمكانية استخدامه في المراقبة الجماعية.

وقال منشور على منصة التواصل الاجتماعي (ويبو) “وداعا (تطبيق) رمز الرحلة، آمل ألا أراك مرة أخرى”.

وكتب مستخدم آخر “اليد التي امتدت لممارسة القوة أثناء الوباء يجب أن تُسحب الآن”.

ورغم حالة الارتياح التي سادت في الشارع الصيني بعد أن بدأت الحكومة تتراجع عن استراتيجيتها الصارمة المعروفة بصفر- كوفيد، تلوح في الأفق مخاوف من أن الصين قد تدفع ثمن المبالغة في حماية سكانها البالغ عددهم 1,4 مليار ضد الفيروس.

وحذر بعض المحللين من إمكانية ارتفاع عدد الإصابات بكورونا خلال عطلة رأس السنة الصينية الشهر المقبل والتي يسافر خلالها الأفراد من جميع أنحاء البلاد ليقضوا العطلة مع أسرهم، مما يمثل خطرا على السكان الذين يفتقرون إلى مناعة القطيع ولديهم معدلات تطعيم منخفضة نسبيا بين كبار السن.

وأغلقت الصين حدودها أمام السفر الدولي منذ ظهور أول إصابة بكورونا في مدينة ووهان بوسط الصين أواخر عام 2019.

ولا تزال الرحلات الجوية الدولية دون المستوى الذي كانت عليه قبل الجائحة، ويتعين على القادمين قضاء ثمانية أيام في الحجر الصحي.

وفي وقت تسود فيه حالة من التفاؤل جراء تخفيف إجراءات كورونا، يقول المحللون إن الشركات الصينية ستواجه أياما عصيبة في الأسابيع المقبلة في وقت تؤدي فيه موجة إصابات إلى نقص الموظفين وقلق المستهلكين.

ويقول الخبراء إن نظام الرعاية الصحية الهش في الصين يمكن أن ينهار بسرعة إذا تحققت هذه المخاوف.

Scan the code